أرشيف

تصاعد أعمال القمع والأزمة الاقتصادية تؤجج لهيب الثورة وتوسع دائرة الانشقاقات

صنعاء— سقط حوالي 87 جريح اليوم الاثنين في مدينة الحديدة عندما فتح رجال أمن بزي مدني النار على آلاف المتظاهرين الذين خرجوا للتنديد بالاعتداء على مسيرة الأمس في صنعاء وذمار، وللتأكيد على مطلبهم الرئيس في الرحيل الفوري للرئيس صالح وأقربائه عن السلطة.


وفي مدينة تعز.. خرجت صباح اليوم الاثنين مسيرة طلابية حاشدة شارك فيها الآلاف من الطلاب، وذلك للتنديد بقمع قوات الأمن و”البلاطجة” للمظاهرات في صنعاء وذمار يوم أمس. ورددوا شعارات تطالب بتنحية صالح الفوري وأقربائه عن السلطة.


وعلى صعيد الانشقاقات المتواصلة التي تعصف بالنظام، أُعلن اليوم الاثنين في صنعاء عن تكتل سياسي جديد اسمه “العدالة والبناء” ويضم عدداً من الوزراء المستقيلين من الحكومة اليمنية وعدد من الشخصيات القيادية التي أعلنت استقالتها من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم. منهم محمد أبو لحوم، نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام، ويحيى محمد الشامي، رئيس دائرة الرقابة والتفتيش في الحزب، و 4 وزراء مستقيلين في حكومة تصريف الأعمال، بينهم وزيرة حقوق الإنسان، ووزير النقل، ووزير السياحة، وعدد من البرلمانيين والدبلوماسيين المستقيلين سابقاً، احتجاجاً على أعمال العنف ضد المدنيين وتأييدا للثورة.


حيث قتل حتى الآن قرابة 140 متظاهرا وجرح أكثر من 6000، بحسب بيانات منظمات المجتمع المدني.


وفي مساء أمس الأحد، قتل شخص على الأقل وأصيب مئات آخرون بصنعاء مساء اليوم الأحد، بعضهم يعاني من إصابات خطيرة، جراء إطلاق الرصاص الحي والقنابل الغازية على مسيرة سلمية شارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام الحاكم.


واعترضت قوات كبيرة من الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومسلحين يرتدون زياً مدنياً مقدمة المسيرة في شارع الجزائر عند الساعة الخامسة والنصف، وهاجمت المتظاهرين العزل بعنف، مستخدمة الذخيرة الحية والقنابل الغازية والحجارة، بينما كان من المقرر أن تتجه المسيرة نحو جولة الرويشان عائدة باتجاه ساحة التغيير التي انطلقت منها بعد عصر اليوم.


وشوهدت مجاميع من القناصة وهي تطلق النار من على أسطح المباني المجاورة لمنزل قائد الحرس الجمهوري ابن الرئيس في شارع الجزائر، بينما طوقت وحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي المسيرة التي كانت مقدمتها في شارع الجزائر ومؤخرتها في شارع هائل.


كما أعاقت وصول سيارات الإسعاف إلى مسرح الحادثة قرابة نصف ساعة، ومنعت وصول بعدد من المصابين إلى مستشفى مجاور، حيث ترك بعضهم ينزف دون تدخل.


ووصل عشرات الجرحى إلى المستشفى الميداني بساحة التغيير على ظهر دراجات نارية، وشوهد بعضهم وهم مغمى عليهم ويعانون من نوبات عصبية إثر تعرضهم لغاز الأعصاب.


كما جرح 14 شخص على الأقل في مدينة ذمار يوم أمس عندما فتحت قوات الأمن وبلاطجة نار أسلحتهم على مظاهرة مماثلة تطالب بإسقاط النظام.




أزمة اقتصادية تذكي لهيب الثورة



من جهة أخرى، تقوم مجاميع من السكان منذ حوالي أسبوع بقطع شوارع حيوية في مدينتي صنعاء وتعز احتجاجا على غياب مادة الغاز المنزلي، وبيع ما توفر منها بضعف قيمتها الأصلية.


وبالرغم من ذلك، لم تقم السلطات المحلية بأي حلول منذ شهر من اختفاء الغاز من الأسواق، بل ضاعفت من سخط المواطنين بعد أن أوكلت مهمة توزيعها للمواطنين المنتمين للحزب الحاكم عبر عقال الحارات مقابل حشدهم في مهرجانات مؤيدة للرئيس. يأتي هذا وسط أنباء وتقارير تحدثت عن افتعال هذه الأزمة من قبل السلطة، خاصة بعد أن حمل مكتب أمانة العاصمة الشركة اليمنية للغاز مسؤولية النقص الحاد داخل العاصمة صنعاء.


وتشهد اليمن ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية وتراجعاً في الأنشطة التجارية والسياحية والإنشائية 214منذ اندلاع الاحتجاجات منذ ما يزيد عن شهرين، إضافة إلى تدهور سعر الريال، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 246 بهبوط قدره 20% عما كان عليه قبل بدأ الاحتجاجات. ناهيك عن اتساع دائرة البطالة التي وصلت إلى أكثر من 49% بحسب مؤشرات اقتصادية حديثة.


الأمر الذي ينذر بكارثة اقتصادية أضحت تلوح في الأفق إذا لم تحل الأزمة في الوقت القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى